مسؤول في حماس يعبر عن تحفظاته بشأن هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل

****
على مدار الأشهر الماضية، كان قادة حماس يدافعون عن قرار الحركة بشن هجوم 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، رغم أن هذا الهجوم أدى لرد عسكري إسرائيلي مدمر أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة وتحويل القطاع إلى أنقاض. حماس أعلنت عن “نصر” على إسرائيل، وبعض مسؤوليها وعدوا بتنفيذ هجمات مشابهة في المستقبل.
لكن الآن، بدأ أحد كبار مسؤولي حماس يعبّر علنًا عن تحفظاته بشأن الهجوم، الذي تسبب أيضًا في أزمة إنسانية أدت إلى نزوح حوالي مليوني شخص ونقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية. في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، قال موسى أبو مرزوق، رئيس مكتب العلاقات الخارجية في حماس ومقره قطر، إنه لو كان يعرف العواقب المدمرة للهجوم، لما كان ليدعمه. وأكد أن معرفة النتائج كانت ستجعل من “المستحيل” بالنسبة له تأييد الهجوم.
أوضح أبو مرزوق أنه ما كان على علم بالخطط التفصيلية للهجوم الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة، لكنه أيد الاستراتيجية العامة لحماس في مهاجمة إسرائيل عسكريًا. وأشار إلى أنه لو كانت التوقعات تشير إلى ما حدث، لما كان هناك هجوم في 7 أكتوبر.
كما أبدى أبو مرزوق استعدادًا داخل حماس للتفاوض بشأن مستقبل أسلحة الحركة في غزة، وهو موضوع كان محل جدل في المفاوضات مع إسرائيل، وهو ما يرفضه بعض المسؤولين الآخرين في الحركة. ويعتقد المحللون أن التوصل إلى حل وسط قد يساعد في تجنب تجدد الحرب بين حماس وإسرائيل، التي تسعى لتفكيك قدرات الحركة العسكرية.
تصريحات أبو مرزوق، الذي يعتبر من الشخصيات البراغماتية في حماس، تأتي في وقت حساس، حيث يعاني الفلسطينيون في غزة من آثار الهجوم. وقد أشار إلى أن بقاء حماس في الصراع ضد إسرائيل يمكن أن يُعتبر “نوعًا من النصر”، لكنه أكد أنه من غير المقبول الادعاء بأن حماس حققت انتصارًا بالنظر إلى الدمار الذي لحق بغزة.
في الأيام الجاية، من المتوقع أن تبدأ مناقشات بين إسرائيل وحماس حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، والتي تتضمن إنهاء دائم للقتال والانسحاب الإسرائيلي الكامل. ومع ذلك، فإن التأخير في بدء تلك المحادثات يعزز المخاوف من أن الهدنة قد تنهار.
أبدى أبو مرزوق أيضًا انفتاحًا على مناقشة قضايا تتعلق بأسلحة حماس، وهو ما يتعارض مع تصريحات بعض المسؤولين الآخرين في الحركة. وأكد أنه لا يمكن لأي زعيم أن يحدد جدول الأعمال بمفرده، مما يعكس وجود وجهات نظر متعددة داخل حماس.
في ختام حديثه، أشار أبو مرزوق إلى إمكانية مناقشة الإفراج عن المزيد من الرهائن والسجناء، مؤكدًا أن حماس ستطالب بمزيد من السجناء مقابل كل رهينة، حيث تعتبر الحركة الرهائن الإسرائيليين جنودًا. وأعرب عن استعداد حماس للتوصل إلى اتفاق شامل إذا كانت إسرائيل مستعدة لتحرير آلاف الفلسطينيين وإنهاء الحرب.