

عندما كانت الأحوال المادية جيدة في دير الزور، كانت معظم العائلات لا تؤخر ذبح أضاحيها، وتنتشر الأضاحي على الأرصفة أول أيام العيد بعد العودة من زيارة المقابر أو كما يسمها أهالي ديرالزور “البرية” وهو اسم جبال تقع على مشارف المدينة من جهة البادية يدفن أهالي دير الزور فيها موتاهم.
وتمتلك كل عائلة ما يسمى “المجنة” أي مقبرة العائلة، فتصعد النساء خصوصاً والرجال والأطفال لقراءة الفاتحة على المتوفين، ثم تجلس النساء وأمامهن الحلويات أو “اللحم بعجين” بانتظار النساء الملثمات ويسمين “المستورات” اللواتي يدرن على “المجنات” ويأخذن الطعام ويكون أمام كل امرأة كبيرة بيت كيس فيه قطع نقدية أيضاً.
ويفضل أهالي دير الزور استقبال أول أيام العيد بطعام يدعى “الحبية” وهي حبات القمح والحمص المطبوخة في “مرق” العظم وعلى وجه الخصوص مخ العظم، مع اللحم، وهو طعام شديد الدسم وعالي القيمة الغذائية، لم يعد اليوم طقساً من طقوس العيد بسبب حاجته لجهد عال يستمر يومين، وبسبب كلفته المادية العالية أيضاً.