مصر تكشف تفاصيل خطتها لإعمار غزة: لجنة غير فصائلية لإدارة القطاع لمدة 6 أشهر
مصر تكشف تفاصيل خطتها لإعمار غزة: لجنة غير فصائلية لإدارة القطاع لمدة 6 أشهر
في ظل القمة العربية الطارئة التي تُعقد في القاهرة، تتسارع الجهود المصرية للكشف عن خطتها لإعادة إعمار قطاع غزة بعد تدميره الكبير جراء التصعيد الأخير. الخطة المصرية، التي تركز على إعمار القطاع، تشمل تفاصيل متعددة، أبرزها تشكيل لجنة غير فصائلية لإدارة القطاع لمدة 6 أشهر كفترة انتقالية.
ووفقًا لقناة “القاهرة الإخبارية”، التي نشرت اليوم بعض تفاصيل الخطة، سيتم عرض الخطة على القادة والزعماء العرب خلال القمة الطارئة، حيث تهدف هذه الخطة إلى ضمان استقرار الوضع في غزة وتوفير آلية شاملة لإعادة إعمارها بشكل متكامل، مع مراعاة حقوق الشعب الفلسطيني.
اللجنة غير الفصائلية: إدارة انتقالية لمدة 6 أشهر
وتنص الخطة على تشكيل “لجنة غير فصائلية” تتولى إدارة شؤون قطاع غزة في مرحلة انتقالية تمتد لمدة 6 أشهر. هذه اللجنة ستضم شخصيات تكنوقراط غير منتمية إلى أي فصيل سياسي، وستعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية لضمان حياديتها وفعاليتها في تنفيذ مهامها.
خطة شاملة للإعمار: التكلفة 53 مليار دولار على 5 سنوات
إعادة إعمار غزة ستكون مشروعًا ضخمًا، حيث قدرت الخطة المصرية التكلفة الإجمالية لإعادة بناء القطاع بحوالي 53 مليار دولار، على أن تستغرق العملية 5 سنوات. وتشمل الخطة تصميم مشروعات إسكان وحدائق ومراكز مجتمعية باستخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي. وقد تم تضمين خرائط مفصلة توضح كيفية إعادة تطوير أراضي غزة.
المرحلة الأولى: بناء 200 ألف وحدة سكنية
وتنقسم الخطة إلى مرحلتين رئيسيتين. المرحلة الأولى ستستمر لعامين وتشمل بناء 200 ألف وحدة سكنية بتكلفة تصل إلى 20 مليار دولار. أما المرحلة الثانية، التي ستستغرق عامين ونصف، فستركز على بناء 200 ألف وحدة سكنية أخرى، بالإضافة إلى إنشاء مطار في غزة. كما تتضمن الخطة بناء ميناء تجاري ومركز تكنولوجي وفنادق على شاطئ غزة.
تدريب الشرطة الفلسطينية ودعم الأمن
ومن ضمن محاور الخطة أيضًا، يشير التقرير إلى أن مصر والأردن يتعاونان في تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدًا لنشرها في القطاع. وهذا يأتي في إطار توفير بيئة آمنة تضمن استقرار العملية الإعمارية، وتحافظ على سلامة المدنيين.
حل الدولتين: الموقف المصري الثابت
فيما يتعلق بالحلول السياسية، أكدت الخطة المصرية على أن “حل الدولتين” هو الحل الأمثل من وجهة نظر المجتمع الدولي والقانون الدولي. وأعربت الخطة عن دعمها الكامل للحقوق الفلسطينية، مطالبة بعدم تهجير الفلسطينيين من أراضيهم. وشددت الخطة على أهمية الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة، مع ضرورة توفير الأمن لتمكين عملية إعادة الإعمار، بما يتماشى مع آفاق حل الدولتين.
مطالب المجتمع الدولي: دعم سريع وإعادة الانتخابات الفلسطينية
كما طالبت الخطة المصرية المجتمع الدولي بتقديم الدعم المالي السريع لتمويل عملية إعادة الإعمار. ورحبت مسودة البيان الختامي للقمة العربية بدعوة المجتمع الدولي لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة في القاهرة خلال الشهر الجاري، داعية في الوقت نفسه إلى إجراء انتخابات في كافة المناطق الفلسطينية في حال توفرت الظروف المناسبة لذلك.
الخطوات المستقبلية
أكدت الخطة المصرية على ضرورة بدء التفكير في كيفية إدارة المرحلة المقبلة بما يضمن ملكية فلسطينية تامة لعملية التعافي المبكر. كما دعت إلى تطوير عمل المؤسسات الفلسطينية وتعزيز قدرة السلطة الفلسطينية على إدارة شؤون القطاع بالشكل الأمثل.
الخطة التي تضع غزة في صلب الاهتمام العربي والدولي، تبين رؤية شاملة لإعادة بناء القطاع وتحقيق الاستقرار فيه، في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها الشعب الفلسطيني.