
يتواصل بـ «متحف: المتحف العربي للفن الحديث» معرض «وفاء الحمد: جغرافيا الخيال» الى غاية 9 أغسطس المقبل. ويُعد أول معرض متحفي شامل يستعرض مسيرة الفنانة والمعلمة والمصممة القطرية الرائدة وفاء الحمد (1964-2012)، والتي امتدت أكثر من أربعة عقود، مستعرضاً 23 عملاً فنياً من مجموعة متحف الدائمة تضم لوحات استخدَمت فيها ألواناً مائية وزيتية، وأعمالاً خشبية، ومواد أرشيفية، إلى جانب أعمال طبق الأصل وأخرى مُعارة. يضم المعرض ثلاثة أقسام بحسب الموضوع: الأول يحتفي بأعمال الحمد الرائدة في ميادين الخداع البصري والوسائط المتعددة؛ بينما يلقي الثاني الضوء على تفاعلها مع الذاكرة الثقافية وتقاليد الموروث؛ أما المحور الثالث، فيُؤطر أعمالها ضمن حركة الحداثة الفنية العربية، مدللاً على أوجه التلاقي بين مساهماتها وإبداعات فنانات معاصرات مثل سامية حلبي وبلقيس فخرو وثريا البقصمي.
ووفاء الحمد فنانة قطرية رائدة جمعت أعمالها بين التجريد الحداثي والتراث الثقافي والتعبيرات الذاتية. بدأت تعليمها في المرسم الحر بالدوحة (1981-1985) حيث كانت من أوائل الشابات اللاتي شاركن في أنشطته. هناك، درست تحت إشراف الفنان المصري جمال قطب وآخرين، ممن تركوا بصمة واضحة على أعمالها الأولى ذات الطابع السريالي. انضمت الحمد أيضاً إلى جمعية قطر للفنون التشكيلية في منتصف الثمانينيات، وشاركت في معارض محلية وإقليمية. حصلت على درجة البكالوريوس في التربية الفنية من جامعة قطر عام 1986، لتصبح واحدة من أوائل النساء اللاتي تخرجن في القسم، وهو إنجاز بارز ألهم الأجيال اللاحقة من الفنانات والمعلمات في قطر.
تابعت الحمد دراستها في الخارج، حيث نالت درجة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة شرق ميشيغان عام 1991، لتتوج مسيرتها الأكاديمية بحصولها على درجة الدكتوراه في التربية الفنية من جامعة شمال تكساس عام 1998. ساهمت الفترة التي أمضتها في الخارج في تعميق استكشافها لنظرية الألوان والتجريد الهندسي والخداع البصري، وهي العناصر التي شكلت فيما بعد الهوية البصرية المميزة لأعمالها. بعد عودتها إلى قطر، درّست الحمد في جامعة قطر من عام 2000 إلى 2011، حيث أرشدت جيلاً جديداً من الفنانين، بينما واصلت تطوير أسلوبها الفني المميز. وقد سعت في أعمالها، التي جمعت بين الفن الإسلامي، والتراث الخليجي، والأمثال العربية، إلى خلق «نوافذ على الثقافة الخليجية»، وتقديم هذه العناصر كمجازات بصرية معبرة، مستكشفة التفاعل الجدلي بين الأصالة والحداثة.