أخبار الدول العربيةأخبار سوريااخبار الدول العربيةالاخبارالسياسة السوريةسياسةمقالات الراي
أخر الأخبار

فشل محاولة الانقلاب في سوريا: ملحمة وطنية تُسطّر في التاريخ

ملحمة وطنية تُسطّر في التاريخ

فشل محاولة الانقلاب في سوريا: ملحمة وطنية تُسطّر في التاريخ

شهدت سوريا ليلةً استثنائية، حيث أفشلت إرادة الشعب محاولة انقلاب يائسة استهدفت استقرار البلاد ومسارها نحو المستقبل. خلال أربع ساعات فقط، تحوّل السوريون إلى جيش شعبي، ووقفوا صفًا واحدًا إلى جانب الحكومة الشرعية، في مشهد بطولي لم يشهده التاريخ الحديث من قبل.

نصف مليون متطوع خلال ساعات

ما إن انتشرت الأنباء عن تحركات مشبوهة تسعى للانقضاض على مكتسبات الثورة، حتى انطلقت موجة غير مسبوقة من التضامن الشعبي. خلال أربع ساعات فقط، انضم أكثر من نصف مليون متطوع، مدججين بسلاحهم الكامل، إلى صفوف القوات الوطنية، معلنين ولاءهم للوطن ورفضهم لأي محاولة لزعزعة أمنه. لم يكن هذا الحشد نتيجة استدعاء رسمي، بل جاء بدافع وطني خالص، ليؤكد أن الشعب السوري لم يعد ينتظر أوامر للدفاع عن بلده، بل بات هو القوة الحقيقية التي تحميه.

وحدة لا تهتز.. سوريا أقوى من المؤامرات

لم تكن هذه الهبّة الشعبية مجرد رد فعل مؤقت، بل كانت تعبيرًا عن وعي سياسي عميق وإيمان بوحدة المصير. فقد وقف الجميع، بمختلف انتماءاتهم وأطيافهم، صفًا واحدًا ضد الانقلابيين، وأثبتوا أن سوريا الحديثة تُبنى بسواعد أبنائها وليس بمؤامرات الطامعين. فالمشهد الذي رسمه السوريون الليلة الماضية أرسل رسالة واضحة: سوريا عصيّة على السقوط، وشعبها هو الحامي الحقيقي لها.

تلاحم الشعب والحكومة الجديدة

ما بعد فشل الانقلاب، بدت سوريا أكثر وحدة من أي وقت مضى. أدرك الجميع أن الحفاظ على الأمن والاستقرار هو مسؤولية مشتركة، وأن الحكومة الجديدة ليست مجرد سلطة حاكمة، بل شريك حقيقي للشعب في بناء المستقبل. خرج السوريون إلى الشوارع، لا للاحتفال بفشل الانقلاب فحسب، بل ليجددوا العهد بأنهم لن يسمحوا بعودة الفوضى، وأنهم سيظلون الحصن المنيع لوطنهم وثورتهم.

عهد الوفاء للوطن والثورة

في هذه اللحظات التاريخية، أعلن السوريون بصوت واحد: لن نخون ثورتنا. فالثورة لم تكن يومًا مجرد احتجاجات عابرة، بل كانت تحوّلًا جذريًا في وعي الشعب، وانطلاقة نحو الحرية والاستقلال الحقيقي. واليوم، وبعد إفشال هذه المحاولة الانقلابية، يتعزز هذا العهد أكثر من أي وقت مضى، بأن سوريا لن تعود للوراء، وأن الشعب هو من يقرر مصيره، ولن يسمح لأي قوة خارجية أو داخلية بفرض إرادتها عليه.

 

ما حدث في سوريا ليلة أمس لم يكن مجرد إفشال لمحاولة انقلاب، بل كان إعلانًا صارخًا عن ميلاد عهد جديد. لقد أثبت الشعب السوري أنه هو القوة الحقيقية، وأن تلاحمه مع قيادته الجديدة هو الضمانة الأكبر لمستقبل البلاد. وبرغم التحديات التي لا تزال قائمة، فإن هذه الليلة ستظل شاهدًا على أن الإرادة الشعبية قادرة على حماية الوطن، وأن سوريا، بشعبها الحر، ستظل عصيّة على المؤامرات والانقلابات.

 

جريرمروان مراد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى