

يحتفظ أهالي دير الزور في ذاكرتهم مواقف كثيرة مشرفة للشيخ “فرحان الفياض” فخلال سنة المجاعة التي عصفت بالمدينة طلب من “مزعل” وهو أشهر النحاسين في دير الزور أن يصنع له بعض القدور الكبيرة، وقد رغـّبه بالليرات الذهبية حتى يترك صناعة الدلال التي بين يديه والتي ينتظرها أصحابها ويتحول إلى صناعة القدور، وواصل “مزعل” العمل ليل نهار حتى أنجزها في وقت قصير وكان “فرحان الفياض” يتفقد الشوارع شخصياً، ثم أمر بطبخ “البرغل” في تلك القدور ووضعها في “مناسف” وقدمها للناس في الشارع أمام داره الكائنة غربي “تكية الراوي” ولا زالت تلك القدور عند ورثته إلى اليوم. والشيخ “فرحان الفياض” المعروف بـ “جد الديريين” من أشهر رجالات مدينة دير الزور من عشيرة “الخرشان” من قبيلة “بني صخر” العربية الأصيلة . شغل منصب عضو مجلس إدارة لواء الزور وعضو في حكومة الرؤساء الثلاثة. هو من أكبر تجار المدينة ومن ملاكيها، وهو من أصحاب المنشآت العمرانية الكبيرة آنذاك فهو صاحب أقدم حمام للعموم “حمام سوق” في المدينة توفي رحمه الله سنة 1925. الفرات