

يعد يوم الأحد من كل أسبوع الأميز في بلدة اليعربية في الحسكة وهي بلدة حدودية مع العراق وفيها معبر يربط بالموصل تشتهر بالنشاط الزراعي والثروة الحيوانية، لكن يوم الأحد تتجه إليها الأنظار بسبب سوقها الجوال، حيث يمضي إليها الباعة والمشترون على حد سواء من كل البلدات المحيطة بها في المالكية وتتكدس مختلف البضائع والمواد وبأسعار منافسة. يعد هذا السوق أحد أقدم الأسواق الجوّالة، فهو قائم من عشرات السنين، وفيه جميع ما تحتاجه الأسرة من سلع ومواد بأسعار مناسبة، كما أنه يشكل مكاناً للتواصل الاجتماعي وتبادل الأخبار، وتقول إحدى المرتادات: “التعامل مع الباعة جميل جداً، حتّى إننا نطلب منهم تأمين لوازم لا تتوافر معهم، ليأتوا بها في المرة القادمة، إضافة إلى ذلك كثير من اليافعين والشباب يعملون في السوق، وأبناء البلدة يستفيدون منه، بعرض بضاعتهم ليصبح السوق جزءاً مهماً ورئيسياً من البلدة وحياة الأهالي”. ويقول أحمد من القامشلي إنه يقطع مسافة 70 كم بشكل أسبوعي، مرافقاً بضاعته إلى سوقها منذ 13 عاماً ويضيف: “نحن الباعة سواء من مدينة “القامشلي أو من البلدات الأخرى، باتت بيننا علاقة اجتماعيّة أقرب للعائلية، كذلك تربطنا وتجمعنا معرفة اجتماعية أكثر من رائعة مع أبناء البلدة، ومع زوّار السوق عامة، أكثر من ذلك، نتناول الطعام والشراب معاً، وهذه حالة اجتماعيّة راقية جداً، لقد كوّنت في البلدة أصدقاء هم بمنزلة الأهل والقرابة، نتبادل الزيارات العائلية ونقوم فيما بيننا بالواجبات الاجتماعيّة”.
الفرات