الحسكة والرقة: خمسون عامًا من التهميش.. ومواطنيهما كقطيع بلا راعٍ

الحسكة والرقة: خمسون عامًا من التهميش.. ومواطنيهما كقطيع بلا راعٍ
لا تزال محافظتا الحسكة والرقة تفتقران إلى تعيين رسمي لمنصب المحافظ، بل حتى إدارة تُكلَّف بتسيير الأعمال، وكأنهما خارج حسابات الدولة ومؤسساتها. في كل مرة يُطرح السؤال في دمشق، يأتي الردّ بالنفي القاطع لوجود أي تعيين، وكأن الأمر لا يستدعي اهتمامًا، فيما تغرق المحافظتان في دوامة من الفوضى والإهمال.
لكن خلف الكواليس، وفي الغرف المغلقة، تتصاعد الأحاديث والهمسات عن تعيين مرتقب لقيادي من أبناء الحسكة، كان في صفوف هي.ئة تح.رير ال.شام، ليصبح المحافظ القادم دون إعلان رسمي. اسمٌ يُتداول في الدوائر الضيقة، بينما يبقى الشعب آخر من يعلم، وكأن مصيرهم يُدار في العتمة دون حقهم في المعرفة أو حتى إبداء الرأي.
في غضون ذلك، تتراكم الملفات والقضايا الخدمية والإدارية، وتظل آلاف الشكاوى والمطالب المعيشية معلقة دون حلول. لا كهرباء منتظمة، لا مشاريع تنموية، ولا حتى إدارة واضحة توجه دفة الأمور. يعيش المواطن في الحسكة والرقة كما لو أنه قطيع بلا راعٍ، تُرك لمصيره منذ خمسين عامًا، يتنقل بين سلطات الأمر الواقع والوعود الواهية، بينما تتقاسم القوى المتناحرة النفوذ على حساب مستقبله.
إلى متى سيبقى أهل هاتين المحافظتين أسرى لهذه الدوامة؟ وإلى متى يُدار مصيرهم من خلف الستائر المغلقة، دون أن يكون لهم صوت يُسمع أو قرار يُحترم؟
جرير مروان مراد