الأردن وسوريا يتفقان على تعزيز أمن الحدود ومكافحة التهريب
الأردن وسوريا يتفقان على تعزيز أمن الحدود ومكافحة التهريب
عمان – 26 فبراير (شباط) 2025
اتفق العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس السوري المؤقت أحمد الشراع، خلال لقائهما اليوم في عمان، على تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، بهدف ضبط الحدود المشتركة والتصدي لعمليات تهريب الأسلحة والمخدرات التي تصاعدت في السنوات الأخيرة.
إدانة الضربات الإسرائيلية والتنسيق الأمني المشترك
في سياق الاجتماع، أدان الملك عبد الله الغارات الإسرائيلية التي استهدفت جنوب دمشق وجنوب سوريا مساء الثلاثاء، واعتبرها تصعيدًا خطيرًا يؤثر على استقرار المنطقة. تأتي هذه الضربات ضمن سلسلة طويلة من الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع عسكرية داخل سوريا.
وأشار بيان صادر عن القصر الملكي الأردني إلى أن الزعيمين شددا على أهمية التنسيق الأمني الوثيق لحماية حدودهما المشتركة، لا سيما في ظل انتشار شبكات تهريب المخدرات والأسلحة.
وكانت الأردن قد حمّلت الميليشيات الموالية لإيران مسؤولية تصاعد عمليات التهريب عبر جنوب سوريا خلال فترة حكم الرئيس السابق بشار الأسد. من جانبه، تعهد الرئيس المؤقت أحمد الشراع بالقضاء على هذه الظاهرة، في خطوة تهدف إلى إعادة فرض الأمن والاستقرار في المنطقة.
زيارة الشراع ومسار العلاقات الإقليمية
زيارة الشراع إلى الأردن تُعد الثالثة له خارج سوريا منذ توليه السلطة، بعد زياراته إلى السعودية وتركيا. وكان الشراع قد قاد المعارضة في الهجوم الذي أطاح بالرئيس السابق بشار الأسد، المدعوم من إيران.
يُذكر أن العلاقات بين الأسد ومعظم الدول العربية كانت متوترة على مدار أكثر من 14 عامًا من الحرب السورية، حيث واجه عزلة سياسية من قبل جيرانه والمجتمع الدولي.
أما الأردن، فقد استضاف أول مؤتمر دولي بشأن سوريا بعد فرار الأسد، ويسعى الآن إلى دعم انتقال سياسي سلمي، تجنبًا لعودة الفوضى وعدم الاستقرار على حدوده الشمالية.
دعم أردني لإعادة إعمار سوريا
خلال اللقاء، رحّب الملك عبد الله بنتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي عُقد في القصر الرئاسي بدمشق يوم الثلاثاء، واصفًا إياه بأنه “خطوة مهمة نحو إعادة بناء سوريا بما يلبّي تطلعات شعبها”.
كما أكدت الحكومة الأردنية استعدادها لدعم سوريا في جهود إعادة الإعمار، متعهدة بالمساهمة في حل أزمة الكهرباء الحادة عبر تزويدها بالكهرباء والغاز، في خطوة تهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية داخل سوريا وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
ختامًا.. مرحلة جديدة في العلاقات الأردنية-السورية؟
يُشكّل اللقاء بين الزعيمين نقطة تحوّل مهمة في العلاقات بين عمان ودمشق، حيث تسعى الأردن إلى ضمان استقرار الحدود ومواجهة التهديدات الأمنية، بينما يسعى الرئيس السوري المؤقت إلى تعزيز شرعيته الدولية وإعادة سوريا إلى محيطها العربي.
ومع استمرار التحديات الأمنية والسياسية، يبقى السؤال الأبرز: هل تشهد المرحلة المقبلة تحوّلًا فعليًا نحو استقرار دائم في سوريا، أم أن التحديات الإقليمية ستعيد خلط الأوراق من جديد؟